منظمة ضحايا حرب العراق تحتاج الى دعمكم العاجل لمساعدتنا على الاستمرار في توثيق الضحايا المدنيين - ساعدنا من خلال التبرع الآن.

 

هذا نص المقابلة التي أجرتها إذاعة العراق الحــر مع السيد حامت دردكَان المؤسس بالشراكة لمنظمة إحصاء قتلى العراق (الذي تقوم بتسجيل ضحايا العنف في العراق من المدنيين أبان أحداث عام 2003). موضوع المقابلة مبني على تقرير نشرته مؤخراً وكالة الاسوسييتد بريس للأنباء عن عدد المواطنين العراقيين الذين قتلوا منذ عام 2005 نتيجة أعمال عنف والذي حصلت عليه من مصدر داخل الحكومة العراقية لم تكشف النقاب عنه.

في هذه المقابلة (والتي هي الأولى لمنظمة إحصاء قتلى العراق مع إذاعة باللغة العربية تبث لمستمعين عراقيين) أكد السيد دردكَان على أهمية التسجيل التفصيلي لجميع قضايا العنف والانفتاح والشفافية في هكذا بيانات كأفضل طريقة للتوصل إلى أعداد ومعلومات دقيقة ومُتفق عليها عن أعداد القتلى.

مقابلة مع الـ IBC على إذاعة العراق الحـــــر

  تاريخ بث المقابلة: 24 نيسان 2009  

تقديم رواء حيدر

ُمستمعي الكرام أحييكم وأرحب بكم إلى ملف العراق واهم محاوره اليوم.

مصدر في الحكومة العراقية يكشف عن إحصائية عن ضحايا العنف في العراق منذ 2005

نشرت وكالة اسوسييتد بريس للإنباء أرقاما لعدد المواطنين العراقيين الذين قتلوا منذ عام 2005 نتيجة أعمال عنف. واعتمدت الوكالة في هذه الأرقام عن إحصائية للحكومة العراقية حصلت عليها من مصدر داخل الحكومة لم تكشف النقاب عنه. عدد القتلى بلغ 87،215 شخصا، غير أن المصدر العراقي أشار على أن هذه الأرقام لا تشمل الآلاف من المفقودين الذين دفنتهم أسرهم على وجه السرعة دون إبلاغ الجهات المختصة بسبب الظروف الفوضى السائدة.

وعدد القتلى بسبب الحرب في العراق منذ عام 2003 أمر يشوبه الغموض بشكل عام حيث تمتنع جهات المعنية الكشف عنه بسهولة. أرقام الحكومة العراقية تورد قتلى أعمال العنف فقط مثل أعمال القتل والتفجيرات والهجمات بمدافع الهاون وقطع الرؤوس ولا تشمل الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب الحالات الصحية والأمراض التي نتجت بشكل أو بآخر بسبب الحرب وقد يصل عددهم إلى آلاف.

بسبب الغموض الذي يشوب عدد القتلى والضحايا في العراق تقوم منظمات غربية غير حكومية مثل عراق بودي كاونت (مجموعة تختص بتسجيل وعد القتلى من العراقيين المدنيين نتيجة أعمال العنف في العراق بعد 2003) بمحاولة إجراء جردٍ بهذا العدد اعتماداً على تقارير صحفية وتصريحات مسؤولين وبيانات رسمية بالإضافة إلى أرقام من جهات صحية. حامت دردكَان، احد مؤسسي هذه المنظمة ومقرها بريطانيا. وفي حديث خاص لإذاعة العراق الحر رحب بنشر مثل هذه الإحصائيات العراقية مشيرا إلى أن نشر أرقام تتضمن معلومات مهمة مثل الأسماء ونوع الحدث الذي قتلوا فيه وموقعه وتاريخه أهم بكثير من نشر الأرقام وحدها، إذ قال:

اعتماد هذه الأرقام على شهادة الميلاد يعني أن هناك أسماء، وهو ما قد يسمح للحكومة العراقية نشرها على موقع في الانترنت ممن يمكن الأسر من معرفة مصيرا لقتلى من أقاربهم. اعتقد أن احد المشاكل هو أن الاتجاه العام هو التحدث عن ارقامٍ وعدم تحديد أسماء أو الحدث الذي سقطوا فيه أو أي معلومات توثيقية تمكن المهتمين من التأكد من مقتل شخص ما.

المذيعة: منظمة بودي كاونت تقوم بإحصاء عدد القتلى من العراقيين منذ عام 2003 وتتراوح الأرقام التي جمعتها ما بين 92000 و 100000 تقريبا. ولا تشمل هذه الأرقام عدد القتلى من الجنود ورجال الشرطة الذين سقطوا في معارك أو عمليات عسكرية. غير أن المسؤول في المنظمة حامت دردكان قال انها تشمل الجنود ورجال الشرطة ورجال الشرطة الذين اختطفوا مثلا وتعرضوا للتعذيب ثم قتلوا. المسؤول في منظمة بادي كوانت لاحظ أيضا إلى أن الأرقام التي تضمنتها الإحصائية العراقية كانت متوقعة غير انه اشر إلى أن الأرقام الخاصة بعدد القتلى لعام 2007 حسب الإحصائية العراقية تقل عن الأرقام التي جمعتها المنظمة، حيث قال: هذه الأرقام تأتي حيث توقعنا غير أن احد النقاط اللافتة للنظر هو أن الأرقام لـ 2007 اقل من الأرقام المسجلة لدينا. الفرق ليس كبيرا تماما غير أن المهم هو معرفة السبب.

يذكر أن الأرقام العراقية تشير أن إعداد القتلى لعام 2007 وعام 2006 بلغ حوالي 60000 شخص، وهي السنوات التي شهدت أعلى معدل للعنف في العراق منذ الحرب. إحصاء عدد القتلى من الأمور الصعبة في العراق بسبب عدد كبير من الظروف المحيطة بالأمر. إحدى الصعوبات التي أشار إليها المسؤول في بادي كاونت حامت دردكَان هو العثور على جثث لا تحمل أي إشارة إلى هويتها:

حامت دردكَان: إحدى الأمور الفظيعة والمؤلمة التي تحدث في العراق منذ فترة طويلة هي العثور على جثث لا تحمل أي إشارة إلى هويتها أو العثور على بقايا متحللة يصعب التعرف على أصحابها وعادة ما تدفن هذه الجثث والبقايا في مقابر جماعية في النجف أو غيرها. عدد من هؤلاء قد يكونون من المعتبرين في عداد المفقودين ما دامت الأسر غير قادرة على معرفة مصيرهم.

المذيعة: مسؤول منظمة بادي كاونت أشار أيضا إلى جثث يتم العثور عليها في مقابر جماعية قتل أصحابها منذ الحرب وتوقع العثور على مثل هذه المقابر في المستقبل أيضا. أخيرا دعا المسؤول في منظمة بادي كاونت الكشف على اكبر قدر من المعلومات فيما يتعلق بالقتلى قائلا إنها الطريقة الوحيدة للوصول إلى أرقام دقيقة.

حامت دردكَان: الطريقة الوحيدة للتوصل إلى نتيجة نهائية أو إلى اتفاق على أرقام هو نشر اكبر قدرٍ من المعلومات. مثلا بدلاً من نشر أرقام سنوية تتعلق بمختلف المناطق، مثلا من الأفضل أن تقوم كل محافظة بنشر أرقام شهرية ومن الأفضل أن يتم ذلك مع ذكر التاريخ والوقت ونوع الحدث مع الأسماء. هذه هي الطريقة الوحيدة للتأكد من القتلى بمجر النظر إلى القائمة.

المذيعة: هذا ويتساءل العراقيون بشكل عام أن كانوا سيعرفون في يوم من الأيام العدد الحقيقي لضحايا أعمال العنف وضحايا الحرب ولكن ليس فقط حرب 2003 بل الحروب التي سبقتها أيضا، ناهيك عن ضحايا النظام السابق.