إن التقييم الأولي الذي أجراه المشروع للسجلات التي صدرت عن ويكيليكس يضيف على العدد المعروق للقتلى العراقيين.

يرافق هذا المقال تحليلاتنا الأوسع بشأن ضحايا العراق المكشوف عنها في سجلات الحرب على العراق التي كشف تفاصيلها موقع ويكيليكس. بالإضافة إلى تحليلنا للسياق الأوسع وتفاصيله بشأن الضحايا العراقيين التي تتضمنها سجلات حرب العراق الصادرة عن ويكيلياكس والتي لم تكن معروفة مسبقاً.

سجلات حرب العراق: ما تكشف عنه الأرقام

نشر لأول مرة في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2010
  • تحتوي سجلات حرب العراق على ما يقدر ب15,000 حالة وفاة مدني لم تكن معروفة من قبل.
  • إن غالبية هذه الوفيات الجديدة نجمت عن الحوادث الصغيرة التي أدت إلى وقوع ما بين 1 إلى 3 وفيات.
  • وبالإضافة إلى ذلك فإن المشروع (IBC) منذ مارس/آذار 2003 سجل أكثر من 150,000 حالة وفاة ناجمة عن أعمال عنف، أن أكثر من 122,000 (80٪) منها كانت في صفوف المدنيين.

تحتوي سجلات حرب العراق الصادرة عن ويكيليكس في يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2010 على 54,910 سجل جمعها الجيش الأمريكي وتصل الأرقام المسجلة فيها إلى 109,032 وفاة وقعت بسبب أعمال العنف بين يناير/كانون الثاني 2004 وديسمبر/كانون الأول 2009. تتضمن هذه السجلات أربع فئات من القتلى والجرحى: "المدنيين" (66,081 حالة وفاة)، "الدولة المضيفة" (15,196 حالة وفاة)، "العدو" (23,984 حالة وفاة) و"الصديقة" (3,771 حالة وفاة).

لكن كم من كل هذه المعلومات تشكل معرفة جديدة؟ وكم من ال109,032 وفاة الموثقة في سجلات الحرب لم يسبق نشرها؟ وبعبارة أخرى، ماذا تضيف هذه السجلات إلى عدد القتلى المعروف في الوقت الحاضر؟ لا يمكن الإجابة الدقيقة والقاطعة على هذا السؤال إلا بعد استقصاء كل سجل لاكتشاف ما إذا كان يحتوي على معلومات سبق توثيقها ونشرها.

إلا أن مثل هذا التحليل سوف يستغرق عدة أشهر لإكماله. ومع ذلك، تمكّن المشروع من تقديم تقييم أولي كي يخمن عدد الوفيات الزائد التي تفيد البيانات الجديدة بها، من خلال تحليل عينة تم اختيارها من هذه السجلات بعناية. وبناءً على هذه التحليلات يمكن للمشروع أن يستنتج أن ما يقارب 15,000 حالة وفاة غير مسجلة حتى الآن سوف يتم استخراجها من سجلات حرب العراق وتُضاف إلى السجل العام وأن ذلك، بجانب المعلومات الجديدة حول عدد القتلى المقاتلين التي تشملها السجلات، سيجعل سجل القتلى يرتفع منذ 2003 إلى ما يزيد عن 150,000 قتيل، تقريباً 80% منهم مدنيين.

تجد أدناه التفاصيلُ الكاملة من تحليلات المشروع وكذلك في الملحق الفني. 1

تحليلنا بالتفاصيل

أعددنا عينة من جميع الفئات الموجودة في سجلات حرب العراق كي نخضعها لتحليل أولي باستثناء فئة "الصديقة" (كما تُعرّف بالولايات المتحدة وغيرها من حلفائها و القوات العراقية غير العسكرية). ولا تشمل قاعدة بيانات المشروع عدد الوفيات العسكريين على الإطلاق لأنه على أي حال موثق بشكل جيد لدى مصادر أخرى. 2 أما الفئات الثلاث الأخرى فإنها سوف تتداخل مع إحصاءات قاعدة بيانات المشروع إلى حد ما. ولكل فئة قيمنا كيف ومتى تتداخل مجموعتي البيانات الاثنتين، وبالتالي ماذا ستضيف سجلات الحرب الجديدة على قاعدة بيانات المشروع.

أما فيما يتعلق بالفئات الثلاث ("المدنيين"، "الدولة المضيفة"، "العدو")، فقد قييمنا كل سجل يحتوي على 20 حالة وفاة أو أكثر. وقررنا النظر في كل من هذه السجلات بالتفصيل، لأن التعرفَ على الحوادث كبيرة الحجم و التي لم تكن معروفة من قبل سوف يكون مهماً جداً، ولأن عددها الإجمالي (360 سجلاً) كانت صغيرة إلى حد مكننا من تحليلها خلال وقت قصير. أما السجلات ذات مجاميع الوفيات الأقل من 20 (52,024 سجلاً)، فتم أخذ عينات عشوائية من كل فئة من الفئات الثلاثة المذكورة أعلاه.

أولاً قمنا بمقارنة هذه السجلات مع البيانات المشابهة و المفصلة حول مقتل مدنيين، تلك الموجودة في قاعدة البيانات المشروع لتخمين مجموع عدد الوفيات المدنيين الذين لم يعرف عنهم مسبقاً والذي سوف يُضاف إلى قاعدة البيانات. ثم أجرينا تقييماً لمدى انسجام تصنيف الولايات المتحدة العسكرية للوفيات في فئة "العدو" مع بيانات المشروع الموثقة من هذه الأحداث ذاتها. كما أجرينا مقارنة مع نفس أنواع الوفيات في كل من مجموعتي البيانات لتخمين عدد الوفيات المسجلة لدى المشروع التي لا توجد في السجلات. وأخيراً استنتجنا رقماً إجمالياً لمجموع ضحايا العنف في العراق (كل من المدنيين والمقاتلين) من خلال دمج أرقام السجلات المقدرة مع قاعدة بيانات المشروع والمجاميع الأخرى المشتقة من مراجع أخرى متاحة في المجال العام.

كما نشدد على أن التخمينات التالية هي أولية وليست بأي حال استنتاجنا النهائي حول ما يمكن أن تقدمه السجلات من المعرفة الجديدة. كما تتطلب أية مراجعة شاملة ونهائية لهذه السجلات عدة أشهر من العمل المتفاني في تقييم جميع السجلات بتفاصيلها، واحداً واحداً.

الوفيات في فئة "المدنيين"

  • • ترد في فئة "المدنيين" المدرجة في السجلات أكثر من 12,000 حالة وفاة غير معروفة سابقاً.
  • • وإن الغالبية العظمى من الوفيات غير الموثقة مسبقاً وقعت جراء حوادث صغيرة أي تلك التي أدت إلى وقوع ما بين 1 إلى 3 وفيات.

يتم تعريف المدنيين في سجلات حرب العراق بالعراقيين وغيرهم من المدنيين، بما فيهم المقاولون الأجانب. وتم تدوين تحت هذه الفئة من السجلات 66,081 حالة وفاة. وبما أن المشروع هو في حد ذاته قاعدة بيانات تشمل الوفيات المدنيين، فمن الواضح أن هذه الفئة لها صلة وثيقة بعملنا. وذلك باستثناء فئة المقاولين الأمنيين الأجانب المدونة أيضاً في السجلات، لأن قاعدة بيانات المشروع لا تشمل هذه الفئة من الوفيات. وعلى كل حال تتكون الغالبية من الوفيات المصنفة تحت فئة "المدنيين" من ضحايا عراقيين وبالتالي تصبح المقارنة بينها وبين بيانات المشروع غير معقدة نوعاً ما.

تقدير عدد الوفيات الجديدة النسبة المتطابقة منها عدد الوفيات المأخوذة في العينة إجمالي عدد القتلى الفئة من سجلات الحرب
12,438 (...) 81.2% 11,177 66,081 المدني

تشتمل فئة "المدنيين" 239 سجل تم فيها توثيق 20 حالة وفاة أو أكثر. حيث قمنا بتحليل كل من هذه السجلات بشكل فردي. أما ما تبقى من السجلات التي سجلت فيها من 1 إلى 19 حالة وفاة فإننا استخلصنا 300 سجل كعينة. ثم قارننا بين هذه العينة وبين قاعدة بيانات المشروع لتحديد أي من هذه الحالات لم تسجل لدى المشروع بالفعل، وبالتالي سوف تشكل وفيات جديدة تتطلب الإضافة على قاعدة البيانات.

وعند إكمال كل العمل نتصور أنه سوف تتطابق 81.2% من الوفيات المدونة في سجلات الحرب مع تلك التي دُونت في قاعدة بيانات المشروع قبل نشر سجلات الحرب.. يعني ذلك أن الغالبية الكبرى من الوفيات المدونة في سجلات الحرب قد تمت إتاحتها في المجال العام، عموماً بواسطة الصحافة وتقارير وسائل الإعلام المواكبة للأحداث. ومن ناحية أخرى، لم تكن 18.8٪ من الوفيات المستخرجة في العينة معروفة من قبل.

تباينت نسبة البيانات المتطابقة بشكل كبير حسب حجم الحادث. فبالنسبة إلى السجلات التي وُثقت 10 قتلى مدنيين أو أكثر تطابقت البيانات بمعدل يزيد عن 95%، في حين شهدت الوفيات الموثقة في سجلات الحرب التي سجلت قتيل أو قتيلين تطابقاً بنسبة حوالي 73%. وهذا يعني أن معظم الوفيات الجديدة الموجودة في سجلات حرب العراق ليست من التفجيرات الكبيرة والانفجارات، وإنما من تلك المآسي الصغيرة المتعددة (مثل الاغتيالات المستهدفة وعمليات الإعدام وإطلاق نار من سيارات والقتل عند نقاط التفتيش) التي عانى الشعب العراقي منها على وتيرة يومية طوال الفترة.

وإذا أخذِت كل البيانات في الاعتبار معاً، وهي العينة المتكونة من 300 سجل المأخوذة من فئة "المدني"، بجانب ال239 سجل التي تحتوي على 20 حالة وفاة أو أكثر، فإنه يمكن أن نتصور إضافة 12,438 (10,999-13,877) حالة وفاة من فئة "المدنيين" من السجلات، لم يسبق تسجيلها، إلى قاعدة بيانات المشروع.

الوفيات في فئة "الدولة المضيفة"

  • تعود الـ2,700 حالة وفاة غير الموثقة مسبقاً إلى رجال الشرطة العراقية وغيرها من قوات الأمن العراقية الذين قُتلوا بعد أسرهم.
  • يظهر رقم الـ15,000 ضحية مدني غير المعروف مسبقاً عند دمج فئتي "المدنيين" و"الدولة المضيفة".
  • كما يؤكد هذا التحليل أن الشرطة هي المهنة الأكثر استهدافاً.

يتم تعريف 'الدولة المضيفة' في سجلات حرب العراق بقوات الأمن العراقية، بما فيها جميع القوات الرسمية التابعة للحكومة العراقية من الشرطة المحلية إلى الحرس الوطني والجيش العراقي. كما توثق السجلات 15,196 حالة وفاة في هذه الفئة. حيث شملت بعض هذه الأنواع من الوفيات في قاعدة بيانات المشروع بينما لم تُسجل الأنواع الأخرى. فيوثق المشروع حالات وفاة تابعة لرجال الشرطة المحلية، وليس غيرها إلا عندما يتم إعدام أفراد المجموعات التالية بعد أسرهم: أعضاء قوات الأمن العراقية الأخرى، مثل الجيش العراقي والحرس الوطني والشرطة الوطنية. 3 ويعني ذلك أن هنالك تراكب جزئي فقط بين شروط المشروع وفئة "الدولة المضيفة"، وهي الشروط التي تحكم إدراج أنواع مختلفة من الوفيات.

3 انظرْ إلى القسم 3.3 من مناهج العمل حول الوفيات المشمولين والمستثنيين

تجد أدناه تقديرنا لعدد القتلى الجديد في فئة "الدولة المضيفة" من سجلات الحرب الذي يتوافق مع المعايير المستخدمة من قبل المشروع.

تقدير عدد الوفيات المدنيين النسبة المتطابقة أو الغير قابلة للمقارنة عدد القتلى المأخوذة في العينة إجمالي عدد القتلى الفئة من سجلات الحرب
2,706 (...) 82.2% 889 15,196 الدولة المضيفة

تتكون فئة "الدولة المضيفة" من 14 سجل يوثق كل منها 20 حالة وفاة أو أكثر. كم أجرى المشروع تقييماً لكل من هذه السجلات ال14 بشكل فردي، وكذلك استخرج عينة من ال100 سجل المتبقية التي سجلت فيها الحوادث التي سقط فيها من 1 إلى19 قتيل. فمن خلال تقصي هذه السجلات ال114 استطعنا أن نخمن أن 2,706 (1,965-3,446) حالة وفاة من فئة "الدولة المضيفة" تتوافق مع شروط المشروع (على سبيل المثال: الشرطة العراقية)، سوف تضاف إلى قاعدة بيانات المشروع.

أما بالنسبة إلى فئة "المدنيين"، فإن هنالك تباين كبير حسب حجم الحادث بين وفيات "الدولة المضيفة" المسجلة في سجلات الحرب وبين الأرقام المسجلة لدى قاعدة بيانات المشروع: في الحوادث التي قُتل فيها 4 مدنيين عراقيين أو أكثر، وكان 96٪ منهم إما مسجلة لدينا مسبقاً أو لا تنسجم مع شروطنا. أما بالنسبة إلى السجلات التي وثقت من 1 إلى 3 الوفيات فإن النسبة تنخفض إلى حوالي 75٪. إذن للمرة الثانية نجد أن الوفيات التي سقطت في الحوادث الأصغر هي الأكثر احتمالاً أن لا تكون معروفة من قبل.

ولو جمعنا حصيلة الفئتين "المدنية" و"الدولة المضيفة" يمكن التخمين بأنه سوف تتم إضافة 15,144 (13,525-16,762) حالة وفاة جديدة من سجلات حرب العراق إلى قاعدة بيانات المشروع. ما يوحي بارتفاع إجمالي عدد الضحايا المسجل حالياً لدى المشروع من أكثر من 107,000 وفاة مدني إلى ما يزيد عن 122,000، نتيجة لنشر هذه الوثائق من قبل ويكيليكس.

الوفيات في فئة "العدو"

  • إن تصنيف الجيش الأميركي لأكثر من 3000 حالة وفاة في فئة "العدو" من السجلات يتضارب مع الوقائع التي سجلها المشروع من خلال إعداده التقارير السابقة.
  • تُظهر سجلات الحرب مقتل أكثر من 20,000 متمرد أوعضو من القوات المناهضة للتحالف.

تم تعريف فئة "العدو" في سجلات حرب العراق بالقوات المناهضة للاحتلال و"المتمردين" أو الميليشيات التي تعارض الولايات المتحدة وقوات التحالف. وفي الفئة نفسها تم تدوين 23,984 حالة وفاة تُعرف بـ"العدو". ومنها دُون في 107 سجل سقوط ما يزيد عن 20 قتيل أو أكثر صُنفوا كـ"عدو"، كما جرى تقييم كل سجل فردياً. وتم استخلاص 100 سجل كعينة من بين كل السجلات المتبقية التي دُون فيها وقوع ما بين 1 إلى 19 حالة وفاة.

ولا تتضمن قاعدة بيانات المشروع مقاتلي "العدو" (أي "المتمردين" و"القوات المناهضة للاحتلال")، وبالتالي فإن فئة "العدو"، من الناحية النظرية، غير قابلة مطلقاً للمقارنة مع بيانات المشروع. ومع ذلك غالباً ما يكون هناك جدلٌ على مثل هذه التصنيفات عبر المصادر المختلفة. وقد يتساءل الكثير ما إذا كانت الثقة ممكنة بتصنيف كل الوفيات الملقبة بـ"العدو" في سجلات الجيش الأمريكي. لذا قمنا بتحليل هذه الفئة لتحديد نسبة الوفيات المسجلة فيها التي يختلف تصنيفها من قبل المشروع. وعلى وجه التحديد، نسأل إلى أي مدى سجل المشروع نفس الوفيات في فئة المدني، بينما تم تدوينها في السجلات تحت فئة "العدو"؟

تقدير عدد الوفيات تصنيفها مشكوك فيه النسبة المتطابقة أو الغير قابلة للمقارنة عدد القتلى المأخوذ في العينة إجمالي عدد القتلى الفئة من سجلات الحرب
3,485 (95%...) 14% 4,950 23,984 العدو

وجدنا أن تصنيف الجيش الأمريكي لحوالي 14٪ من الوفيات المدونة في فئة "العدو"، أي ما يقدر بنحو 3,485 حالة وفاة (2,992-3,978) يتضارب مع التقارير الصحفية القائمة وغيرها من المصادر العامة. كما لاحظنا أنه في بعض هذه الحالات، تم تسجيل عدد القتلى المدنيين في قاعدة بيانات المشروع على نطاق يبدأ بالصفر، مثل 0-22 (على سبيل المثال انظرْ إلى k15375) ما يشير عادة إلى أنه بالفعل كانت هناك درجة من الاختلاف على تصنيفها لدى المصادر المختلفة.

وتدل هذه النتائج على أن الجيش الأمريكي يميل إلى تصنيف حالات وفاة في فئة "العدو" من السجلات أكثر من المصادر الأخرى التي يعتمدها المشروع، مثل تقارير وسائل الإعلام. وبصرف النظر عن هذه الخلافات، بحسب البيانات القائمة على الأقل لا جدلَ في تصنيف سجلات حرب العراق 20,499 (20,006-20,992) وفاة في فئة "العدو".

مقارنة الوفيات المسجلة في سجلات حرب العراق والمشروع

  • تم تسجيل 64,000 حالة وفاة في كل من المشروع من جهة و سجلات حرب العراق من جهة أخرى
  • إن 15,000 حالة وفاة مسجلة في سجلات حرب العراق لم تُسجل في قاعدة بيانات المشروع
  • كم إن 27,000 حالة وفاة مسجلة في قاعدة بيانات المشروع غير موجودة في سجلات حرب العراق
  • و كل من مجموعتي البيانات كلتيهما تتضمن وفيات غائبة في الأخرى

توجد إغفالات لدى كل من قاعدة بيانات المشروع وسجلات حرب العراق ويمكن الكشف عنها بمقارنة مفصلة بين قاعدة البيانات والسجلات. وكما ذكر أعلاه يشير تحليلنا إلى أنه توجد ما يقارب الـ 15,000 حالة وفاة مدني في السجلات لم تكن معروفة سلفاً، يمكن إضافتها إلى قاعدة بيانات المشروع. وبما أننا نعلم عدد الوفيات الموثق في مجموعتي البيانات عبر نفس الفترات فيمكننا أيضاً أن نحسب عدد الإغفالات المحتملة في سجلات الحرب.

لقد سجل المشروع 91,055 ضحية مدني في الفترة التي تغطيها سجلات الحرب. ويشير تحليلنا للسجلات إلى أنها سَجلت 79,187 (78,191-80,183) حالة وفاة من نفس الفئات التي يستخدمها المشروع، مع ما تبقى من حوالي 30,000 حالة وفاة يعرفها المشروع ب"المقاتلين" وبالتالي لا يشملها (مثلاً: الجيش العراقي، جيش الولايات المتحدة والمتمردون)

وخلص تحليلنا أعلاه إلى أنه من المرجح أن سجلات الحرب تحتوي على ما يقارب 15,000 حالة وفاة قابلة للمقارنة ولم يتم تسجيلها من قبل المشروع. وعندما يتم إجراء مثل هذه المقارنة فإنها توحي بأن مجموعتي البيانات تسجلان ما يقارب 64,000 من الوفيات ذاتها (أي 79,000 ناقص 15,000). وعلى هذا النحو، لا بد أن يظل هنالك ما يقارب 27,000 حالة وفاة مدني سجلها المشروع وهي غائبة عن سجلات الحرب (91,000 ناقص 64,000). وتتبين هذه الصلات بين البيانات على المخطط المتداخل التالي:

لا يمكن في هذه المرحلة المبكرة إجراء تقييم كامل لعدد الوفيات التي سُجلت لدى المشروع والمفقودة في سجلات الحرب. ومع ذلك لاحظنا بعض الإشكالات في سجلات الحرب التي قد تكون وثيقة الصلة بالموضوع. وتتجسد إحدى هذه الإشكالات في وجود أخطاء عديدة في الترميز البسيط للبيانات. وعلى سبيل المثال هنالك العديد من السجلات حيث يوجد صفرٌ في أعمدة أرقامها على الرغم من ذكر حالات وفاة معينة في ملخصات التوصيفات الفعلية. وهذا أحد الأسباب العديدة التي تستوجب تدقيقاً يدوياً للبيانات عن القتلى، قبل أن يتم استخراج البيانات بمجموعها. وعلى ضوء تلك المغالطات في الترميز البسيط للبيانات فإنه من المستحيل أن نقبل باستخلاص مباشر للأرقام التي دُونت في سجلات الحرب لأنها لا تعكس الحوادث المميتة انعكاساً دقيقاً ووافياً للوقائع. 4

4 ومع ذلك يبدو أن عدداً من التصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية اعتمدت على تلك الملخصات البسيطة، بدءً بالتقارير التي قدمها الجنرال ديفيد بتريوس إلى الكونغرس الأميركي عام 2007، وكما يتمثل مؤخراً في نشر وثائق، وفقاً لقانون حرية المعلومات، على يد وزارة الدفاع الأمريكية عام 2010، الحدث الذي ذكر لأول مرة من قبل وكالة أسوشييتد برس يوم 14 أكتوبر/تشرين الثاني 2010.

بالإضافة إلى أخطاء فنية فقد تم اكتشاف بعض الإغفالات الكبرى، مثل انعدام أية تقارير حقيقة عن سقوط ضحايا مدنيين نتيجة لعمليتين عسكريتين كبيرتين شنهما الجيش الأمريكي على مدينة الفلوجة في أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثاني عام 2004. حيث قدمت مصادر موثوق بها تم إدراجها في قاعدة بيانات المشروع أدلة على سقوط ما لا يقل عن 1,226 قتيل مدنياً أثناء هذين الهجومين. وفي الحقيقة دونت سجلات الحرب حوالي 800 حالة وفاة جراء الاعتداءات، مصنفة إياها تحت فئة "العدو"، ولكن ظهر أنها سجلت ما لا يزيد عن عدة وفيات مدنيين. فأسباب الغياب شبه التام لتسجيل الوفيات في هذه الحالات ليست واضحة، هذه ما يعطي أمثلة على حالات تم فيها إثبات وقوع الكثير من الضحايا المدنيين وتوفرت الأنباء عنها في المجال العام بينما هي غائبة عن سجلات حرب العراق. فالتعرف على مثل هذه الإغفالات يساعد على تفسير غياب وفاة أكثر من 25,000 مدني من السجلات، وهي وفيات مسجلة لدى المشروع.

مجموع الوفيات بين 2003-2010

  • لقد تم تسجيل مقتل أكثر من 150,000 شخص في حرب العراق حتى الآن.
  • يمثل المدنيون 80% من المجموع لعدد القتلى.

وثقت سجلات حرب العراق كل أصناف الوفيات، بما في ذلك المقاتلون وهم الفئة التي تقع خارج نطاق قاعدة بيانات المشروع. ويعني ذلك إن سجلات حرب العراق تساهم في تسجيل أوسع النطاق لضحايا الحرب مثل المدنيين والمقاتلين على حد سواء. ويمكن التوصل إلى هذا الرقم عن طريق الدمج بين قاعدة بيانات المشروع وبين السجلات الجديدة (2004-2009) وبين غيرها من المعلومات الرسمية الأخرى المتعلقة بالوفيات في صفوف المقاتلين عام 2003 و2010 وفي الشهرين الغائبين من سجلات الحرب (مايو/أيار 2004 ومايو/أيار 2009).

وإذا جمعنا بين هذه المصادر يقدم الحساب التفصيلي أدناه مجموعاً لعدد القتلى العراقيين، من المدنيين ومن المقاتلين، وهو 150,726. وبإضافة إلى عدد القتلى لدى قوات التحالف العسكرية، الذي بلغ 4,744 حتى الآن، يرتفع المجموع إلى 155,470 قتيل. وعلى ضوء تحليلنا للسجلات الجديدة، بجانب دمج بعض أرقامها إلى قاعدة بياناتنا دمجاً أولياً، يمكننا القول بأنه تم تسجيل مقتل ما يزيد عن 150,000 منذ 2003، حيث أن 80% منهم كانوا مدنيين.

المشروع: بين 2003 و10 أكتوبر/تشرين الأول 2010 107,369
سجلات حرب العراق: عدد القتلى "المدنيين" الجديد والوفيات في فئة "الدولة المضيفة" – التقييم الأولي 15,114
سجلات حرب العراق: عدد القتلى المقاتلين في فئة "الدولة المضيفة" – التقييم الأولي 5,575
سجلات حرب العراق: عدد القتلى في فئة "العدو" (ناقص الأرقام المتداخلة مع أرقام المشروع) – التقييم الأولي 20,499
عدد القتلى المتمردين بين يونيو/حزيران وديسمبر/كانون الأول 2003 597
عدد القتلى في صفوف المتمردين والجيش العراقي بين يناير/كانون الثاني وسبتمبر/أيلول 2010 861
عدد القتلى المتمردين في شهر مايو/أيار 2004 652
عدد القتلى في صفوف المتمردين والجيش العراقي في شهر مارس/آذار 2009 59
مجموع عدد القتلى العراقيين 150,726
عدد القتلى في صفوف الجيش الأمريكي وقوات التحالف 4,744
مجموع عدد القتلى 155,470